++=همس الروح =++

مرحبا بك عزيزى الزائر قم بلضغط على تسجيل لتنضم لأسرة منتداناالغالية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

++=همس الروح =++

مرحبا بك عزيزى الزائر قم بلضغط على تسجيل لتنضم لأسرة منتداناالغالية

++=همس الروح =++

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    مسلم = مسيحى = مواطن مصرى

    **زهرة الياسمين**
    **زهرة الياسمين**
    Admin


    عدد المساهمات : 735
    تاريخ التسجيل : 19/04/2011
    العمر : 35
    الموقع : في الدنيا

    مسلم = مسيحى = مواطن مصرى Empty مسلم = مسيحى = مواطن مصرى

    مُساهمة من طرف **زهرة الياسمين** السبت مايو 21, 2011 10:34 pm



    كريستين: إزيك يا أحمد عامل أيه؟


    أحمد: ...كويس, انتي اخبارك أيه


    كريستين: بتعمل أيه؟


    أحمد: على الفيس متردد مش عارف هنزل فين بالظبط محتار بين الأماكن


    كريستين: أحمد أنا هنزل معاك


    أحمد: الموضوع ده إحنا اتناقشنا فيه كتير ومش هتكلم فيه تاني أرجوكي يا كريستين صدقيني أنا خايف عليكي


    كريستين: أحمد, نفسي اجرب عاوزة أنزل بجد



    كانت هذة بداية النهاية,وإنتهت المناقشة بعد خلاف كبير بينهما, فهو يخاف
    عليها ولا يريد أن يعرضها للخطر, ولكنه يعلم جيداً أنها سوف تنزل سواء معه
    أو مع غيرة, ومن خوفه عليها اضطر في النهاية على الموافقة على الأقل ليكون
    بجانبها ليحميها إن حدث شئ



    هو أحمد, وهي كريستين .. أصدقاء في الجامعه منذ حوالي ثلاث سنوات, في نفس
    الكلية ونفس القسم ونفس السيكشن, منذ شاهدها أول مرة وهي لم تفارق عينه,
    وما لبثت أن تعطيه الصدفة الرائعه ويجدها معه في نفس الكلية ونفس القسم,
    سادت تلك النظرات بينهما لأيام قليله, حتى استجمع قواه في يوم وتكلم معها,
    ولكن كانت الصدمة الكاسحه لهما عندما سألها ما اسمك فأجابة كريستين, حينها
    فقط تودد الإحساس إلى نفسه بأن الدنيا أبداً لا تعطيك كل ما ترغب فيه



    ولكن وإن كان يعلم كل منهما أن علاقتهم لن تتعدى الصداقة والصحوبية, فقد
    كانا أفضل صديقين لبعضهما البعض, وكان الجميع في أي حادث فتنه طائفية
    يذكرهما بالخير, "شايفين أحمد وكريستين صحاب وبيحبوا بعض إزاي؟؟"



    لم يستطع النوم في تلك الليلة من شدة التفكير, قليلاً على الفيسبوك,
    وقليلاً ينظر الى عدد الأشخاص على الإيفينت, وأغلبية الوقت كان يقضية على
    صفحة كلنا خالد سعيد ليطمئن نفسه بأن العدد كبير وأنه لن يكون وحده في هذا
    اليوم



    يوم الخامس والعشرون, الساعه الحادية عشر صباحاً


    الهاتف يرن, أحمد: لسه مصممه تنزلي؟


    كريتسين: أيوة طبعاً أنا لبست وجاهزة


    أحمد: خلاص هقابلك في شارع جامعة الدول اووك


    كريستين: خلاص إتفقنا



    وتقابلا, وقررا التوجه الى مسجد مصطفى محمود, كانا ينظرا إلى بعضمها البعض
    كلاً خائف على الآخر, ولكنه كان يريد أن يجعلها تشعر بأنه مطمئن, بدأ
    الهتاف وبعد قليل قرر أحد الشباب أن يدفع عساكر الأمن المركزي لينطلقوا
    خارج المسجد, ونجح الشباب في ذلك وبعد قليل كان كل من ينظر إلى شارع جامعة
    الدول, لا يجد مكاناً يقف فيه لا أن تمشي فيه سيارتة, كانت الفرحه تغمرهما.



    وتوالت الأحداث, إلى أن جاءت الساعة الثانية عشر مساءً وإلى أن قرر
    المتظاهرون البقاء في التحرير والاعتصام فيه ,وبدأ هو يحاول إقناعها بأن
    تعود إلى المنزل, وأن تذهب ولكن مخها الصعيدي كما يقول لها دائماً قفل, إلى
    أن جاءت لحظة الحسم وبدأت الحرب, الساعه الواحدة بعد منتصف الليل, القنابل
    المسيلة للدموع في كل مكان والرصاص المطاطي لا يفرق بين ذكر وأنثى وبكل
    تأكيد لن يفرق بين مسلم ومسيحي, وكان قرار الفرار هو القرار الصائب بعد
    استحالة المقاومة واستحالة التنفس, وكان القدر حاضراً, واجتمع القدر بسوء
    الحظ, وتعثرت كريستين وهيا تحاول الجري , وكانت هذه هي اللحظة لحاسمة إذ
    ساعدها على النهوض وشاء العسكري أن يطلق رصاصة, لا يعلم أين ستذهب وماذا
    ستفعل, فقد كانت الأوامر هكذا, وهو عبدالمامور, وها هي الرصاصة تخرج من
    مسدس العسكري -الذي لا يعلم أحداً إن كان مسلماً أم مسيحياً- إلى عينة,
    والأخرى الى جسدة, وتتلوها الثالثة لتنهي الأمل في أن تكون له كلمة أخرى في
    هذة الحياة.



    لم تستطع كريستين أن تفعل شئ, فقط تصرخ بأعلى صوتها
    "أحمااااااااااااااااااد", فهي هنا لا تبكي على صديقها فقط, بل تبكي على
    أكثر إنسان عشقتة وأحبته على وجه هذة الارض.



    يومان, تفوق كريستين وأول كلمة قالتها: "أحمد؟" فإذا بوالدتها تحضنها بشدة
    وتهمس: "أحمد إستشهد." أحست وكأنها شلت وكأن رصاصة سكنت قلبها, الدموع تنزل
    من عينيها, حين يكون الكلام صعب جداً ويكون التعبير أصعب تكون للدموع فرصة
    للظهور, لحظات وبدأت تقول لنفسها أنا السبب لو لم أسقط لما حدث كل هذا,
    وبدأت تتذكر كلماته, "أنا خايف عليكي" "خليكي" "مش هقدر أركز في نفسي ولا
    أركز فيكي انتي" الدموع تملأ عينيها, وهي مذبهله, لا تستطيع الإحساس بأي شئ
    يدور من حولها.


    كانت تريد الذهاب إلى والدته, لكنها لم تستَطِع, نهضت بسرعه وتوجهت إلى
    اللاب توب, وفتحت صفحته على البروفايل لتجد آخر كلماته "أنا مش خايف, أنا
    بحب بلدي أوي, لازم نحرر مصر" .. ووجدت تعليقه وهو يرد على أحد أصدقائه
    "المشكله إني مش عاوز كريستين تنزل معايا وهيا مصممه, وأنا عارف إنها
    هتربكني قوي",إعتصرت الألم في داخلها, وزاد الإحساس بتأنيب الضمير وبأنها
    السبب في كل هذا.



    وهنا قررت أن تأخذ مكانه, وأنها لن تعود إلى بيتها إلا عندما تتحرر مصر, كما كان يقول


    مرت الساعات القليلة من يوم الخميس سريعة, وجاء يوم الجمعه, لتقرر كريستين
    أن تنزل إلى المظاهرة المليونية, "جمعة الغضب"وحدها, فقد رحل من كان
    بجنبها, حاول كل من في البيت منعها ولكن بلا فائده, هي الآن لا تفكر سوى في
    الثأر, الثأر لصديقها وحبيبها, الذي توفى ليعطيها أملاً في حياة أخرى وفي
    بلدها التي علمها أحمد كيف تعشقها.



    نزلت وهتفت ولكن هتافها كان أقوى من أي شخص آخر, هتاف يملؤه الإيمان والحب,
    كان من قلبها كان على حبيبها, الذي يوماً علمها كيف تعشق تراب هذا الوطن,
    كريستين التي فقط أخذتها الحماسة لتشارك في المظاهرة الأولى, أصبحت أكثر
    إنسانة تريد الإنتقام من كل شخص كان السبب في مقتل أحمد



    تنحى حسني مبارك, فلم تتمالك فرحتها, وهنا قررت أن أول شخص تذهب إلية
    لتهنئة هو والدة أحمد, ذهبت إليها وما إن فتحت الباب, حتى ارتمت عليها
    واحتضنتها بشده, وقالت لها: "النهاردة أنا أقدر أجيلك وأقولك أنا آسفه وأنا
    مستريحه وحاسة إن حق احمد ودمه ما راحش هدر..



    بعد أيام ليست بكثيرة, كانت كريستين عائده إلى بيتها في المقطم, وسمعت
    بشجارات كثيرة في المنطقة فسألت أحد المارة ما الذي يحدث فقال لها, خناقة
    بين مسلمين ومسيحيين, انفعلت عليه وبكت بشده وجرت إلى المكان فوجدت مشادة
    وضرب بين أشخاص كثيرون, لا تعلم أهم مسلمون أم مسيحيون, فوقفت بينهما وصرخت
    بأعلى صوتها "لأاااااااه أرجوكم بلاش, أبوس إيديكم ما تعملووش كده, أحمد
    مات علشاني؟ أنا مسيحية بتعملوا كده ليه" ولم يعرها اي شخص أدنى أهتمام,
    فصرخت الصرخه الأخيرة, التي كانت كفيلة بإنهاء حياتها "أحمد كان مسلم أحمد
    مات علشاني" وشاء القدر بطلقة أخرى كتلك الطلقة التي تلقاها أحمد في عينة
    ولكن هذة المرة سكنت صدرها بهدوء, حينها هدأت كل عواطفها ولم تقل اي شئ
    وأحست براحه شديدة تغمرها, على الأقل لأنها ستقابل حبيبها, وكانت آخر كلمة
    تنفستها "أحمد كان بيحب مصر, وأنا كمان بحب مصر, أحمد مات علشاني وانا
    النهاردة مت علشان مصر..



    لا يعلم أحد إن كانت الطلقة التي تلقتها كريستين من مسلم أو مسيحي, كمثل الطلقة التي تلقاها أحمد.



    ولكن وإن اختلفت طريقة الموت, والسبيل والهدف


    فسوف يظل دائماً.. الدين لله والوطن للجميع

    ليلة الخامس والعِشرون من يناير, الهاتف يرن

















      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 10:44 am