ساويرس وممدوح حمزة .. وفن التآمر على مصر ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مجموعة
من الأحداث والوقائع شهدتها الأسابيع الأخيرة ، كلها تصلح كمؤشرات لمؤامرة
ضخمة على مصر وعلى الثورة يقودها رأس المال المتسيس .
وتتلخص المؤامرة فى جر البلد لحالة من الفوضى والاضطراب الأمني
والاقتصادي وإحداث خلخلة فى البناء الاجتماعي المصرى والافتئات على
اختيارات الشعب فى استفتاء التعديلات الدستورية ، وتأجيل الانتخابات بسبب
هذه الفوضى ، هرباً من الديمقراطية الحقيقية التى تنتظرها مصر .
اللافت للنظر أن هذه الوقائع كلها تأتى من أناس لم يشاركوا فى الثورة
الحقيقية الأصلية بصورة من الصور ، بل أزعم أنهم كانوا من أنصار النظام
البائد ، وكانوا من سدنته ورعاة مصالحه ، وعلى رأس هؤلاء الملياردير
المصري نجيب ساويرس والمهندس ممدوح حمزة الليبرالي المستعلي على المصريين
والذى يوحي لهم بأنه هو الوحيد الذى يفهم :
أولاً : قنوات وبرامج فضائية وتوك شو تخاطب الناس باللسان العلماني
القح ، والذى يستعلى على المصريين ، ويخطئهم فى اختياراتهم ، وينحاز
لاختيارات غيرها بعجرفة واستكبار ، ويناضل عن الدستور أولاً ، وعن إلغاء
المادة الثانية من الدستور ، وعن تأجيل الانتخابات البرلمانية لأطول فترة
ممكنة .
ثانياً : إشعال أحداث فتنة طائفية فى مختلف أنحاء مصر شمالاً وجنوباً ،
بلغت مداها وذروتها فى امبابة حيث دارت الأحداث وأنت لا تكاد ترى لها
محركاً من ضرب نار وحجارة ومعارك حقيقية بين طوائف الشعب المصري المسلم
والمسيحي ، سبقها وتبعها اعتصام الأقباط أمام ماسبيرو ، وهو الاعتصام الذى
شهد دعماً لوجستياً هائلاً من رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس من مال
وغذاء وتكنولوجيا هائلة تدعمه وتعضده .
ثالثاً : صحف صفراء على رأسها المصري اليوم واليوم السابع ، وكلتاهما
تشهد أيادٍ سخية من ذات الرجل ، تهاجم بضراوة الإخوان ، بين تأويل
لتصريحات رموز إخوانية أو من حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان ، وصرفها
عن معناها الطبيعى إلى معنى يخدم أجندة الهجوم على الإخوان ، أو اختلاق
تصريحات من الأساس كما حدث مع تصريحات الدكتور مرسى والتى اختلقوها عن
هجومه على القوى الوطنية ، أو إثارة شبهات وشائعات ، أو تعمد نشر أخبار
كاذبة عن الجماعة كالفتنة بين الشباب والشيوخ ... الخ ، أو استضافة كتاب
ذوي توجهات بعينها لنشر وكتابة مقالات ناقدة ( بحق أو بغير حق ) للإخوان
كما حدث مع حسن نافعة وغيره فى المصري اليوم ، ويتأكد الأمر حين ترفض
الجريدة النشر للرد الإخواني على ما يثار ولو كمقالة لكاتب من الإخوان كتب
لهم رداً كالدكتور غزلان .
رابعاً : صناعة اعتصام مفتوح بالتحرير ، وإضراب عام عن العمل ، وتضخيم
عدد المشاركين فيه من العشرات من خلال الآلة الإعلامية التى يمتلكونها من
فضائيات وصحف ، وتحويلهم - إعلامياً - من عشرات إلى آلاف أو ملايين ،
واستثمار حالة الغضب الناتجة من الأحكام القضائية المتعجلة بتبرئة بعض
قتلة المتظاهرين أو بعض فاسدي النظام السابق لتأجيج هذا الاعتصام والإضراب
، فى محاولة خبيثة لتعطيل البلد وضرب اقتصادها وتعجيزها والهجوم على
الحكومة المؤقتة الحالية والمجلس الأعلى العسكري ، والذى يتولى كبر صناعة
هذا الاعتصام هو ممدوح حمزة بالذات والنفقة الرهيبة التى ينفقها عليه .
خامساً : صناعة فتن مختلفة على رأسها الفتنة بين الشعب والشرطة ، وما
الواقعة الشهيرة التى تدار حولها التحقيقات هذه الأيام حول مؤامرة قناة
الـ ON TV التى يمتلكها ساويرس حول القنبلة المزعومة المسببة للسرطان
والتى روجوا أن الشرطة ألقتها وأخواتها على المتظاهرين بالتحرير إلا
النموذج الفج لهذه الفتنة . وكذلك صناعة فتنة بين الإخوان والقوي الوطنية
، وهى الدعوى التى وجدت صدى من بعض متعجلي العلمانية كحسن نافعة وهاجموا
الإخوان بناءاً على تصريحات وهمية للدكتور مرسى روجت لها المصري اليوم ،
وحسناً فعل الإخوان بالدعوى القضائية ضد هذه الجريدة الكاذبة .
سادساً : ضرب المجلس العسكري ، تارة باستفزازه لإطالة فترة المدة
الانتقالية ، ولما وجدوا رجاله حكماءاً مستوعبين لدروس الماضى والحاضر
ويقدرون للأمور قدرها ، وجادين فى تسليم السلطة للحكومة المدنية المنتخبة
فى أقرب وقت ممكن ، انقلبوا على المجلس وبدأوا فى صناعة الفتن ضده والهجوم
عليه وتأليب الناس عليه من خلال آلتهم الإعلامية الفاشلة .
سابعاً : صناعة قيادات وهمية ودعمها وعمل تحالفات ثورية كثيرة لتفتيت
القوى الوطنية والإجهاز عليها بتفريق كلمة الثوار ، وصناعة عشرات
التحالفات الوهمية والإنفاق على قياداتها بسخاء وإجزال العطاء لهم ، وهى
النفقات التى قدرتها بعض وسائل الإعلام بخمسة آلاف للقياديين بهذه
التحالفات .
ثامناً : محاولة استفزاز المتحمسين من التيار الإسلامي وجرهم للخطأ من
خلال الضغط على مشاعر الغالبية الكاسحة من متديني الشعب المصري ، وأقرب
مثال لذلك سخرية ساويرس من اللحية ومن النقاب ، وحسناً فعل الإسلاميون
وعموم الشعب المصري المتدين بتفويتهم الفرصة ، واكتفائهم بالضربة الموجعة
بمقاطعة موبينيل على رأس مصالح ساويرس التى اعتزم المصريون مقاطعتها ، وهى
الضربة المؤلمة والتى تحاول موبينيل الآن علاجها بعروض تنشيطية لن تجدى أو
تثمر مع الإصرار على توجيه اللطمة الموجعة لساويرس حتى لا يعود إليها
أبداً مرة ثانية .
خطأ هؤلاء المتآمرين
تلك كانت عينة من وقائع وشواهد يتكئ عليها مثلي ممن هو صحيح معافى ،
ولا يعانى من نظرية المؤامرة أو عقدة الاضطهاد ، وكلها كما ترى أيها
القارئ الكريم تصلح كركائز أساسية لمؤامرة ضخمة على ثورتنا يحاولون من
خلالها سرقة بلدنا مصر ونشلها لصالحهم دون أن يدرى أحدهم أننا شعب استفاق
ثائراً من ضربة موجعة استغرقت معه ستون سنة ، وأننا كى ننسى أنفسنا ونخضع
لمثيلتها مرة أخري فإن أمامنا قروناً من الزمان .
الخطأ الأساسي الذي يقع فيه هؤلاء أنهم يراهنون على الجلبة والضجيج
والزخم ، وهذه أشياء تصلح كداعم رمزي أو خادم ثانوى فقط ، ولكنها لا تصلح
كمقوم أساسي لواقعة سرقة أو سطو على بلد .
هؤلاء علموا وتيقنوا بلطمة الاستفتاء على تعديلات الدستور الأخيرة أن
رصيدهم فى الشارع صفر أو أقل ، فأحدثوا هذه الضجة والجلبة آملين أن تثمر
معهم وأن يتمكنوا بها من سرقة مصر وثورتها وتوجيهها لمصالحهم أو مصالح من
يتأمرون لأجله .
لقد انشغلوا عن الحصان الرابح وهو المواطنين والعمل لخدمتهم والعمل من
أجل الصالح العام ورفعة هذا البلد ورقيه ونهضته ، ومشاريع التنمية
والإعمار والبناء إلى حصان خاسر هو الإعلام الفاشل والضجيج ، وصناعة الفتن
والدسائس من أناس لا وزن لهم ولا رصيد بين المواطنين .
يذكرنى حالهم - والمثل قريب جداً ويفهمه من يتابع الرياضة مثلي - بحال
إدارة الفريق الكروي لنادي الزمالك هذا العام ( وأقصد حسام وإبراهيم حسن )
، فلقد كانوا هم متصدري المشهد طوال العام وهم الأقرب للفوز بالدوري ،
ولكن لأنهم قليلى البضاعة الفنية والحيلة التدريبية ، فلقد شغلوا أنفسهم
ومجلس إدارتهم ولاعبيهم وجماهيرهم مع كل نقطة يفقدونها بعامل خارجي هو
السبب ، فمرة بل مرات الحكام وأخطاؤهم وانحيازهم للمنافس الأهلي ، ومرة أو
مرات موضوع اللعب النظيف ، حتى أنهم فى بعض المرات لجأوا لموضوع يفتقدون
فيه لأي درجة من المروءة أو الرجولة فى إدارة الفريق حين شتموا اللاعبين
وقالوا أنهم لا يستحقون الجهاز الفنى الذى يديرهم ؟! فى تصرف قد لا أري
مثله فى العالم إلا لمن يعمل لنفسه وليس لفريقه . ولم يقفوا ولو مرة مع
أنفسهم ليبحثوا عن مواطن الخلل فى إدارتهم للأمور ، لقد حرصوا على إظهار
أنفسهم وكأنهم الأنجح عالمياً ، والأقدر فنياً فى كل شئ ..
وعلى النقيض اهتم فريق الأهلي بنفسه وعيوبه ، فلم يتذرع بالحكام الذين
أصابه هو الأخر ما أصابه من أخطائهم ، ولا بالجمهور ، ولا بموضوع اللعب
النظيف أو غيره ، وإنما غيروا المدرب واجتهدوا فى حصد النقاط الواحدة تلو
الأخري ليعوضوا تأخرهم الذى وصل فى أحيان لعشر نقاط إلى فوز بالدوري بفارق
سبعة نقاط قبل نهايته بأسبوع .
هذا مثل غريب ولكنه قريب ، وهو بالكاد نفس ما يصنعه هؤلاء العلمانيون
بمؤامراتهم ودسائسهم ، إنهم أناس ليسوا أصحاب نفس طويل ، لا يجيدون العمل
للناس ولا لمصالحهم ولا تبلغ أنفاسهم ذلك فيلجأون للجلبة والضجيج حتى أننا
نسمع جعجعة ولا نرى طحناً .. ولن نراه من أمثالهم .
الدور المطلوب من القوى الوطنية والثورية الحقيقية
إن هذه المؤامرات ، وهذه النفقات الرهيبة التى ينفقها هؤلاء تفرض علينا
وعلى كل القوى الوطنية الحرة والشريفة والتى تحب مصر وتخشى عليها من الفتن
والدسائس مجموعة من الواجبات :
أولاً : ضبط النفس ، وعدم الخضوع للاستثارة ، والاستفزاز ، وحسناً فعل
شباب الإخوان المشاركين فى الجمعة الماضية والتى عرفت " بجمعة الثورة
أولاً " ، حين شتمهم العشرات من أنصار حمزة وحاولوا استفزازهم بشتى الصور
ومنعوا عربة المنصة الخاصة بالإخوان من الدخول ، ووصل الأمر إلى حد أن قام
اثنان من بلطجية حمزة بالدخول داخل مجموعة من شباب الإخوان وتشاجروا مع
بعضهم بالسنج والمطاوى فى محاولة لجر شباب الإخوان لهذه الخناقة كمقدمة
للفتنة ، ولكن شباب الإخوان بفقههم وبصيرتهم انفضوا من حولهم ، وتركوهم فى
شجارهم وفوتوا هذه الفرصة وأخواتها ، وتمتعوا بطول نظر وعمق بصيرة وضبط
للنفس رهيب تمكنوا به من كبح جماح الفتنة .
وكذلك حين هاجم حمزة وأعوانه الإخوان بأنهم انسحبوا فى نهاية اليوم ،
لم ينجر الإخوان إلى مثل هذه الترهات ، وضبطوا أنفسهم ، وكان الرد حاسماً
لم يزد على أننا لم نتفق على هذا الاعتصام لننسحب منه ، ولو كنا اتفقنا
عليه ما انسحبنا منه ، هكذا وبكل بساطة وفوتوا فرصة الخناقات والمشاجرات
على أمثال هؤلاء .
ثانياً : العمل والإنتاج ، وهو ما ينادي به الإخوان الآن ، ليعمل كل
منا ، ويعوض مصر عن الكثير الذى ضاع عليها أيام الثورة ، كل واحد فى مكانه
مطلوب منه أن يكون عنصراً منتجاً ، وليعمل يوم الجمعة ولو ربع يوم لمدة من
الزمان تعوض مصر عن ساعات الإنتاج الكثيرة التى ضاعت عليها ، إن من يحب
مصر الآن عليه أن يعمل لها ، وإن من يريد أن يتصدر المشهد بحق عليه أن
يعيش بين الناس خادماً لهم ملبياً لطلباتهم قاضياً لمصالحهم ، وهذا هو
ميدان العمل الحقيقى الآن .
ثالثاً : التكاتف بين جميع القوى ، ولنعلم جميعاً أن إعمار مصر والرقى
بها وإحداث نهضتها ، أمر لا يقوم به فصيل واحد أبداً بعد ما دمره فيها
وخربه النظام السابق ، لذلك فإن المهمة أكبر وعلى قدر سموها على قدر ما
تفرضه علينا من التنازل عن هوياتنا ومصالحنا الشخصية والحزبية الضيقة ،
إلى مجال التعاون والتعاضد فيما فيه الصالح العام لهذا البلد الآمن ،
وكلما كنا كباراً نترك الخلاف ونضحى بذواتنا وأرائنا للمصلحة العظمي كلما
كنا كباراً فى التاريخ وعند الله أولاً وآخراً .
رابعاً : دعم الجيش والشرطة فى ميدان العمل ، بأن نكون عناصر بناء وعمل
وتوحيد للجهود ، وملاحقة للمفسدين والبلطجية وعدم ترك الساحة لهم ليفسدوا
فى البلاد ، ومن أبسط المظاهر التى ينبغى التحلي بها لكل ثوري ووطنى مخلص
هو أن يحدث أخاه من الشرطة والجيش بالكلمة الطيبة المثبتة المعينة ، ودعم
المنشآت وحمايتها ، وحماية المال العام ، واحترام الأنظمة الداخلية للبلد
ومن أبسطها احترام قواعد المرور ورجل المرور احتراماً وحباً لا خوفاً ،
وانضباطاً ورقياً وتحضراً ، لا خشية ورهبة .
لمصلحة من يتآمرون
بقيت نقطة مهمة كان ينبغى الإتيان عليها فى أول المقال ، ولكنها تحتاج
لمقالة تستغرقها ، وهى لمصلحة من يتآمرون ؟ وهل يؤدون ما يؤدونه من أدوار
لأنفسهم أم أنه دور يقومون به بالوكالة لصالح جهات ما ؟ وإن كان ، فمن هى
هذه الجهات ؟ هذا هو موضوع المقالة القادمة إن شاء الله والتى يصلح لها
مؤسساً ما كتبه العظيم فهمى هويدى فى مقالته : " فتش عن التمويل " وأحيلك
إليها فى نهاية هذه المقالة فاقرأها ثم انتظر شقيقتها الأسبوع القادم إن
شاء الله ..
وفقنا الله جميعاً لإعزاز مصر ، وحقظها من كل مكروه وسوء .. اللهم آمين .
من الأحداث والوقائع شهدتها الأسابيع الأخيرة ، كلها تصلح كمؤشرات لمؤامرة
ضخمة على مصر وعلى الثورة يقودها رأس المال المتسيس .
وتتلخص المؤامرة فى جر البلد لحالة من الفوضى والاضطراب الأمني
والاقتصادي وإحداث خلخلة فى البناء الاجتماعي المصرى والافتئات على
اختيارات الشعب فى استفتاء التعديلات الدستورية ، وتأجيل الانتخابات بسبب
هذه الفوضى ، هرباً من الديمقراطية الحقيقية التى تنتظرها مصر .
اللافت للنظر أن هذه الوقائع كلها تأتى من أناس لم يشاركوا فى الثورة
الحقيقية الأصلية بصورة من الصور ، بل أزعم أنهم كانوا من أنصار النظام
البائد ، وكانوا من سدنته ورعاة مصالحه ، وعلى رأس هؤلاء الملياردير
المصري نجيب ساويرس والمهندس ممدوح حمزة الليبرالي المستعلي على المصريين
والذى يوحي لهم بأنه هو الوحيد الذى يفهم :
أولاً : قنوات وبرامج فضائية وتوك شو تخاطب الناس باللسان العلماني
القح ، والذى يستعلى على المصريين ، ويخطئهم فى اختياراتهم ، وينحاز
لاختيارات غيرها بعجرفة واستكبار ، ويناضل عن الدستور أولاً ، وعن إلغاء
المادة الثانية من الدستور ، وعن تأجيل الانتخابات البرلمانية لأطول فترة
ممكنة .
ثانياً : إشعال أحداث فتنة طائفية فى مختلف أنحاء مصر شمالاً وجنوباً ،
بلغت مداها وذروتها فى امبابة حيث دارت الأحداث وأنت لا تكاد ترى لها
محركاً من ضرب نار وحجارة ومعارك حقيقية بين طوائف الشعب المصري المسلم
والمسيحي ، سبقها وتبعها اعتصام الأقباط أمام ماسبيرو ، وهو الاعتصام الذى
شهد دعماً لوجستياً هائلاً من رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس من مال
وغذاء وتكنولوجيا هائلة تدعمه وتعضده .
ثالثاً : صحف صفراء على رأسها المصري اليوم واليوم السابع ، وكلتاهما
تشهد أيادٍ سخية من ذات الرجل ، تهاجم بضراوة الإخوان ، بين تأويل
لتصريحات رموز إخوانية أو من حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان ، وصرفها
عن معناها الطبيعى إلى معنى يخدم أجندة الهجوم على الإخوان ، أو اختلاق
تصريحات من الأساس كما حدث مع تصريحات الدكتور مرسى والتى اختلقوها عن
هجومه على القوى الوطنية ، أو إثارة شبهات وشائعات ، أو تعمد نشر أخبار
كاذبة عن الجماعة كالفتنة بين الشباب والشيوخ ... الخ ، أو استضافة كتاب
ذوي توجهات بعينها لنشر وكتابة مقالات ناقدة ( بحق أو بغير حق ) للإخوان
كما حدث مع حسن نافعة وغيره فى المصري اليوم ، ويتأكد الأمر حين ترفض
الجريدة النشر للرد الإخواني على ما يثار ولو كمقالة لكاتب من الإخوان كتب
لهم رداً كالدكتور غزلان .
رابعاً : صناعة اعتصام مفتوح بالتحرير ، وإضراب عام عن العمل ، وتضخيم
عدد المشاركين فيه من العشرات من خلال الآلة الإعلامية التى يمتلكونها من
فضائيات وصحف ، وتحويلهم - إعلامياً - من عشرات إلى آلاف أو ملايين ،
واستثمار حالة الغضب الناتجة من الأحكام القضائية المتعجلة بتبرئة بعض
قتلة المتظاهرين أو بعض فاسدي النظام السابق لتأجيج هذا الاعتصام والإضراب
، فى محاولة خبيثة لتعطيل البلد وضرب اقتصادها وتعجيزها والهجوم على
الحكومة المؤقتة الحالية والمجلس الأعلى العسكري ، والذى يتولى كبر صناعة
هذا الاعتصام هو ممدوح حمزة بالذات والنفقة الرهيبة التى ينفقها عليه .
خامساً : صناعة فتن مختلفة على رأسها الفتنة بين الشعب والشرطة ، وما
الواقعة الشهيرة التى تدار حولها التحقيقات هذه الأيام حول مؤامرة قناة
الـ ON TV التى يمتلكها ساويرس حول القنبلة المزعومة المسببة للسرطان
والتى روجوا أن الشرطة ألقتها وأخواتها على المتظاهرين بالتحرير إلا
النموذج الفج لهذه الفتنة . وكذلك صناعة فتنة بين الإخوان والقوي الوطنية
، وهى الدعوى التى وجدت صدى من بعض متعجلي العلمانية كحسن نافعة وهاجموا
الإخوان بناءاً على تصريحات وهمية للدكتور مرسى روجت لها المصري اليوم ،
وحسناً فعل الإخوان بالدعوى القضائية ضد هذه الجريدة الكاذبة .
سادساً : ضرب المجلس العسكري ، تارة باستفزازه لإطالة فترة المدة
الانتقالية ، ولما وجدوا رجاله حكماءاً مستوعبين لدروس الماضى والحاضر
ويقدرون للأمور قدرها ، وجادين فى تسليم السلطة للحكومة المدنية المنتخبة
فى أقرب وقت ممكن ، انقلبوا على المجلس وبدأوا فى صناعة الفتن ضده والهجوم
عليه وتأليب الناس عليه من خلال آلتهم الإعلامية الفاشلة .
سابعاً : صناعة قيادات وهمية ودعمها وعمل تحالفات ثورية كثيرة لتفتيت
القوى الوطنية والإجهاز عليها بتفريق كلمة الثوار ، وصناعة عشرات
التحالفات الوهمية والإنفاق على قياداتها بسخاء وإجزال العطاء لهم ، وهى
النفقات التى قدرتها بعض وسائل الإعلام بخمسة آلاف للقياديين بهذه
التحالفات .
ثامناً : محاولة استفزاز المتحمسين من التيار الإسلامي وجرهم للخطأ من
خلال الضغط على مشاعر الغالبية الكاسحة من متديني الشعب المصري ، وأقرب
مثال لذلك سخرية ساويرس من اللحية ومن النقاب ، وحسناً فعل الإسلاميون
وعموم الشعب المصري المتدين بتفويتهم الفرصة ، واكتفائهم بالضربة الموجعة
بمقاطعة موبينيل على رأس مصالح ساويرس التى اعتزم المصريون مقاطعتها ، وهى
الضربة المؤلمة والتى تحاول موبينيل الآن علاجها بعروض تنشيطية لن تجدى أو
تثمر مع الإصرار على توجيه اللطمة الموجعة لساويرس حتى لا يعود إليها
أبداً مرة ثانية .
خطأ هؤلاء المتآمرين
تلك كانت عينة من وقائع وشواهد يتكئ عليها مثلي ممن هو صحيح معافى ،
ولا يعانى من نظرية المؤامرة أو عقدة الاضطهاد ، وكلها كما ترى أيها
القارئ الكريم تصلح كركائز أساسية لمؤامرة ضخمة على ثورتنا يحاولون من
خلالها سرقة بلدنا مصر ونشلها لصالحهم دون أن يدرى أحدهم أننا شعب استفاق
ثائراً من ضربة موجعة استغرقت معه ستون سنة ، وأننا كى ننسى أنفسنا ونخضع
لمثيلتها مرة أخري فإن أمامنا قروناً من الزمان .
الخطأ الأساسي الذي يقع فيه هؤلاء أنهم يراهنون على الجلبة والضجيج
والزخم ، وهذه أشياء تصلح كداعم رمزي أو خادم ثانوى فقط ، ولكنها لا تصلح
كمقوم أساسي لواقعة سرقة أو سطو على بلد .
هؤلاء علموا وتيقنوا بلطمة الاستفتاء على تعديلات الدستور الأخيرة أن
رصيدهم فى الشارع صفر أو أقل ، فأحدثوا هذه الضجة والجلبة آملين أن تثمر
معهم وأن يتمكنوا بها من سرقة مصر وثورتها وتوجيهها لمصالحهم أو مصالح من
يتأمرون لأجله .
لقد انشغلوا عن الحصان الرابح وهو المواطنين والعمل لخدمتهم والعمل من
أجل الصالح العام ورفعة هذا البلد ورقيه ونهضته ، ومشاريع التنمية
والإعمار والبناء إلى حصان خاسر هو الإعلام الفاشل والضجيج ، وصناعة الفتن
والدسائس من أناس لا وزن لهم ولا رصيد بين المواطنين .
يذكرنى حالهم - والمثل قريب جداً ويفهمه من يتابع الرياضة مثلي - بحال
إدارة الفريق الكروي لنادي الزمالك هذا العام ( وأقصد حسام وإبراهيم حسن )
، فلقد كانوا هم متصدري المشهد طوال العام وهم الأقرب للفوز بالدوري ،
ولكن لأنهم قليلى البضاعة الفنية والحيلة التدريبية ، فلقد شغلوا أنفسهم
ومجلس إدارتهم ولاعبيهم وجماهيرهم مع كل نقطة يفقدونها بعامل خارجي هو
السبب ، فمرة بل مرات الحكام وأخطاؤهم وانحيازهم للمنافس الأهلي ، ومرة أو
مرات موضوع اللعب النظيف ، حتى أنهم فى بعض المرات لجأوا لموضوع يفتقدون
فيه لأي درجة من المروءة أو الرجولة فى إدارة الفريق حين شتموا اللاعبين
وقالوا أنهم لا يستحقون الجهاز الفنى الذى يديرهم ؟! فى تصرف قد لا أري
مثله فى العالم إلا لمن يعمل لنفسه وليس لفريقه . ولم يقفوا ولو مرة مع
أنفسهم ليبحثوا عن مواطن الخلل فى إدارتهم للأمور ، لقد حرصوا على إظهار
أنفسهم وكأنهم الأنجح عالمياً ، والأقدر فنياً فى كل شئ ..
وعلى النقيض اهتم فريق الأهلي بنفسه وعيوبه ، فلم يتذرع بالحكام الذين
أصابه هو الأخر ما أصابه من أخطائهم ، ولا بالجمهور ، ولا بموضوع اللعب
النظيف أو غيره ، وإنما غيروا المدرب واجتهدوا فى حصد النقاط الواحدة تلو
الأخري ليعوضوا تأخرهم الذى وصل فى أحيان لعشر نقاط إلى فوز بالدوري بفارق
سبعة نقاط قبل نهايته بأسبوع .
هذا مثل غريب ولكنه قريب ، وهو بالكاد نفس ما يصنعه هؤلاء العلمانيون
بمؤامراتهم ودسائسهم ، إنهم أناس ليسوا أصحاب نفس طويل ، لا يجيدون العمل
للناس ولا لمصالحهم ولا تبلغ أنفاسهم ذلك فيلجأون للجلبة والضجيج حتى أننا
نسمع جعجعة ولا نرى طحناً .. ولن نراه من أمثالهم .
الدور المطلوب من القوى الوطنية والثورية الحقيقية
إن هذه المؤامرات ، وهذه النفقات الرهيبة التى ينفقها هؤلاء تفرض علينا
وعلى كل القوى الوطنية الحرة والشريفة والتى تحب مصر وتخشى عليها من الفتن
والدسائس مجموعة من الواجبات :
أولاً : ضبط النفس ، وعدم الخضوع للاستثارة ، والاستفزاز ، وحسناً فعل
شباب الإخوان المشاركين فى الجمعة الماضية والتى عرفت " بجمعة الثورة
أولاً " ، حين شتمهم العشرات من أنصار حمزة وحاولوا استفزازهم بشتى الصور
ومنعوا عربة المنصة الخاصة بالإخوان من الدخول ، ووصل الأمر إلى حد أن قام
اثنان من بلطجية حمزة بالدخول داخل مجموعة من شباب الإخوان وتشاجروا مع
بعضهم بالسنج والمطاوى فى محاولة لجر شباب الإخوان لهذه الخناقة كمقدمة
للفتنة ، ولكن شباب الإخوان بفقههم وبصيرتهم انفضوا من حولهم ، وتركوهم فى
شجارهم وفوتوا هذه الفرصة وأخواتها ، وتمتعوا بطول نظر وعمق بصيرة وضبط
للنفس رهيب تمكنوا به من كبح جماح الفتنة .
وكذلك حين هاجم حمزة وأعوانه الإخوان بأنهم انسحبوا فى نهاية اليوم ،
لم ينجر الإخوان إلى مثل هذه الترهات ، وضبطوا أنفسهم ، وكان الرد حاسماً
لم يزد على أننا لم نتفق على هذا الاعتصام لننسحب منه ، ولو كنا اتفقنا
عليه ما انسحبنا منه ، هكذا وبكل بساطة وفوتوا فرصة الخناقات والمشاجرات
على أمثال هؤلاء .
ثانياً : العمل والإنتاج ، وهو ما ينادي به الإخوان الآن ، ليعمل كل
منا ، ويعوض مصر عن الكثير الذى ضاع عليها أيام الثورة ، كل واحد فى مكانه
مطلوب منه أن يكون عنصراً منتجاً ، وليعمل يوم الجمعة ولو ربع يوم لمدة من
الزمان تعوض مصر عن ساعات الإنتاج الكثيرة التى ضاعت عليها ، إن من يحب
مصر الآن عليه أن يعمل لها ، وإن من يريد أن يتصدر المشهد بحق عليه أن
يعيش بين الناس خادماً لهم ملبياً لطلباتهم قاضياً لمصالحهم ، وهذا هو
ميدان العمل الحقيقى الآن .
ثالثاً : التكاتف بين جميع القوى ، ولنعلم جميعاً أن إعمار مصر والرقى
بها وإحداث نهضتها ، أمر لا يقوم به فصيل واحد أبداً بعد ما دمره فيها
وخربه النظام السابق ، لذلك فإن المهمة أكبر وعلى قدر سموها على قدر ما
تفرضه علينا من التنازل عن هوياتنا ومصالحنا الشخصية والحزبية الضيقة ،
إلى مجال التعاون والتعاضد فيما فيه الصالح العام لهذا البلد الآمن ،
وكلما كنا كباراً نترك الخلاف ونضحى بذواتنا وأرائنا للمصلحة العظمي كلما
كنا كباراً فى التاريخ وعند الله أولاً وآخراً .
رابعاً : دعم الجيش والشرطة فى ميدان العمل ، بأن نكون عناصر بناء وعمل
وتوحيد للجهود ، وملاحقة للمفسدين والبلطجية وعدم ترك الساحة لهم ليفسدوا
فى البلاد ، ومن أبسط المظاهر التى ينبغى التحلي بها لكل ثوري ووطنى مخلص
هو أن يحدث أخاه من الشرطة والجيش بالكلمة الطيبة المثبتة المعينة ، ودعم
المنشآت وحمايتها ، وحماية المال العام ، واحترام الأنظمة الداخلية للبلد
ومن أبسطها احترام قواعد المرور ورجل المرور احتراماً وحباً لا خوفاً ،
وانضباطاً ورقياً وتحضراً ، لا خشية ورهبة .
لمصلحة من يتآمرون
بقيت نقطة مهمة كان ينبغى الإتيان عليها فى أول المقال ، ولكنها تحتاج
لمقالة تستغرقها ، وهى لمصلحة من يتآمرون ؟ وهل يؤدون ما يؤدونه من أدوار
لأنفسهم أم أنه دور يقومون به بالوكالة لصالح جهات ما ؟ وإن كان ، فمن هى
هذه الجهات ؟ هذا هو موضوع المقالة القادمة إن شاء الله والتى يصلح لها
مؤسساً ما كتبه العظيم فهمى هويدى فى مقالته : " فتش عن التمويل " وأحيلك
إليها فى نهاية هذه المقالة فاقرأها ثم انتظر شقيقتها الأسبوع القادم إن
شاء الله ..
وفقنا الله جميعاً لإعزاز مصر ، وحقظها من كل مكروه وسوء .. اللهم آمين .