[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الشيخ محمد حسان
لا شك ولا ريب أن مصرنا العزيزة الحبيبة تمر الآن بمرحلة حرجة وتعلو الآن أصوات كثيرة متداخلة متناقضة.
وأَلْمَحُ سقفاً عالياً جداً
للحرية، حرية الكلمة والرأي والتعبير ونرى سجالات ومناظرات ومحاورات خطيرة
على شاشات الفضائيات، لا أرى في كثير منها البناء بل أرى في كثير منها
الهدم والفوضى.
أرى حوارات مبنية على الجدال والمراء لا على التعمير والتشييد والبناء، أرى
ترويجاً بأسلوب مقصود أو غير مقصود لترويج الفوضى في بلدنا باسم الحرية،
والحرية نعمة من أجلَّ النعم إن كانت حرية منضبطة مسئولة.
"أنا حر".. نعم تعبير جميل، لكن في حدود الضوابط الشرعية وفي حدود
المسئولية بحيث لا أضر الآخرين لا على المستوى الشخصي ولا على مستوى الوطن
والبلد والمصلحة العليا.
وأريد في نقاط سريعة محددة أن أركز على أولويات الخطاب الدعوي في المرحلة
الراهنة، وأسأل الله أن يجعل لهذه الكلمات قلوباً واعية وآذاناً صاغية،
وأخاطب أساتذتنا الأفاضل في وسائل الإعلاموأخاطب شيوخي وعلماءنا الأجلاء،
وأخاطب الدعاة وطلبة العلم، وأخاطب المسلمين عامة في مصرنا الحبيبة؛ لنعيد
البناء من جديد على أسس منضبطة وبفهم دقيق وبوعي عميق حتى تدور عجلة
التنمية من جديد وحتى ندفع الاقتصاد من جديد وحتى نمكن لدين العزيز الحميد
وسُنة محرر العبيد محمد صلى الله عليه وسلم.
الأولية الأولى من أولويات الخطاب الدعوي والذي ينبغي أن يُركز عليها كل
الدعاة والإعلاميين هي إحياء الربانية وتشديد الإيمان في القلوب وربط
القلوب بعلام الغيوب جل وعلا.
نحتاج في هذه المرحلة إلى أن نجدد الإيمان بربنا ألا تَلمح معي أيها الفاضل
الحبيب لهجة استعلاء ولغة عجب وكبر وغرور تتردد الآن على بعض الألسنة.
صنعنا غيرنا، بدلنا فعلنا، يا أخي أنت ما صنعت شيئاً يا أخي أنت ما غيرت
ولا بدلت ولا فعلت شيئاً وأنا ما صنعت ولا فعلت ولا غيرت ولا بدلت أي شيء.
فالأمر كله لله والفضل كله بيد الله والتدبير كله لله والكون كله لله وما
حدث في مصر حدث بإرادة الله وأنا أقول إنها صناعة ربانية على سمع وبصر
الملك.
وانظر الآن إلى ما يجري على أرض ليبيا أو على أرض سوريا أو على أرض اليمن
أو على غيرها من بلاد المسلمين لتعلموا علم اليقين أن ما وقع في بلدنا وقع
بتوفيق الله وحده وبفضل الله وحده، فينبغي أن نربط قلوبنا بربنا جل وعلا
وأن نتخلص من مشاعر العجب والكبر والاستعلاء والغرور وأن نعلم أننا من أضعف
مخلوقات الله في كونه وأنه لا قيمة لنا ولا كرامة إلا بتوحيد الله جل وعلا
وإلا بالإيمان به سبحانه وتعالى.
لابد من ربط القلوب الآن بعلام الغيوب، فالإيمان هو القضية الأولى.
تلك القضية التي من أجلها خلق الله الكون وأنزل الكتب وبعث جميع الأنبياء والرسل، فلابد من تجديده الآن في القلوب.
فالإيمان أيها الأفاضل ليس مجرد كلمة ترددها الألسنة فحسب ولكنه قول
باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعات وينقص
بالمعاصي والزلات.
ترجم الإمام البخاري في كتاب الإيمان باب بعنوان (الإيمان قول وعمل يزيد وينقص).
وقال الإمام البخاري لقيت ألف رجل من علماء الأنصار كلهم متفقون على أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
ـ يزيد الإيمان بالطاعة ـ وينقص الإيمان بالمعصية.
وأنا لا أريد أن أطيل النفس في كل محور، لكن أؤكد أن القضية الأولى
والأولوية الأولى التي من أجلها خلق الله الكون كله وخلق الجنة والنار
وأنزل الكتب والصحف وأرسل جميع الأنبياء والرسل هي قضية إيمان.
ولا أبالغ إن قلت لحضراتكم إن القرآن كله من أول سورة الفاتحة إلى سورة
الناس في قضية الإيمان بالله جل وعلا؛ لأنه حديث مباشر من الله سبحانه عن
أسماء جلاله وعن صفات كماله وعن ذاته، وإما حديث عن أوامره ونواهيه وحدوده
جل وعلا وإما حديث عن أهل الإيمان وعما أعد لهم في الدنيا والأخرة، وإما
حديث عن أهل الكفر الذين أعرضوا عن قضية الإيمان وعما أعد الله لهم في
الدنيا والأخرة فالقرآن كله بلا مبالغة في قضية الإيمان.
ينبغي أن نجدد الإيمان في قلوبنا بربنا لأنه لا يمكن على الإطلاق أن نتحرك
لبناء أوطاننا إلا إذا بنينا الإيمان ابتداءً في قلوبنا (إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ
نُزُلاً ) 107الكهف.
المصدر
الوفد
الشيخ محمد حسان
لا شك ولا ريب أن مصرنا العزيزة الحبيبة تمر الآن بمرحلة حرجة وتعلو الآن أصوات كثيرة متداخلة متناقضة.
وأَلْمَحُ سقفاً عالياً جداً
للحرية، حرية الكلمة والرأي والتعبير ونرى سجالات ومناظرات ومحاورات خطيرة
على شاشات الفضائيات، لا أرى في كثير منها البناء بل أرى في كثير منها
الهدم والفوضى.
أرى حوارات مبنية على الجدال والمراء لا على التعمير والتشييد والبناء، أرى
ترويجاً بأسلوب مقصود أو غير مقصود لترويج الفوضى في بلدنا باسم الحرية،
والحرية نعمة من أجلَّ النعم إن كانت حرية منضبطة مسئولة.
"أنا حر".. نعم تعبير جميل، لكن في حدود الضوابط الشرعية وفي حدود
المسئولية بحيث لا أضر الآخرين لا على المستوى الشخصي ولا على مستوى الوطن
والبلد والمصلحة العليا.
وأريد في نقاط سريعة محددة أن أركز على أولويات الخطاب الدعوي في المرحلة
الراهنة، وأسأل الله أن يجعل لهذه الكلمات قلوباً واعية وآذاناً صاغية،
وأخاطب أساتذتنا الأفاضل في وسائل الإعلاموأخاطب شيوخي وعلماءنا الأجلاء،
وأخاطب الدعاة وطلبة العلم، وأخاطب المسلمين عامة في مصرنا الحبيبة؛ لنعيد
البناء من جديد على أسس منضبطة وبفهم دقيق وبوعي عميق حتى تدور عجلة
التنمية من جديد وحتى ندفع الاقتصاد من جديد وحتى نمكن لدين العزيز الحميد
وسُنة محرر العبيد محمد صلى الله عليه وسلم.
الأولية الأولى من أولويات الخطاب الدعوي والذي ينبغي أن يُركز عليها كل
الدعاة والإعلاميين هي إحياء الربانية وتشديد الإيمان في القلوب وربط
القلوب بعلام الغيوب جل وعلا.
نحتاج في هذه المرحلة إلى أن نجدد الإيمان بربنا ألا تَلمح معي أيها الفاضل
الحبيب لهجة استعلاء ولغة عجب وكبر وغرور تتردد الآن على بعض الألسنة.
صنعنا غيرنا، بدلنا فعلنا، يا أخي أنت ما صنعت شيئاً يا أخي أنت ما غيرت
ولا بدلت ولا فعلت شيئاً وأنا ما صنعت ولا فعلت ولا غيرت ولا بدلت أي شيء.
فالأمر كله لله والفضل كله بيد الله والتدبير كله لله والكون كله لله وما
حدث في مصر حدث بإرادة الله وأنا أقول إنها صناعة ربانية على سمع وبصر
الملك.
وانظر الآن إلى ما يجري على أرض ليبيا أو على أرض سوريا أو على أرض اليمن
أو على غيرها من بلاد المسلمين لتعلموا علم اليقين أن ما وقع في بلدنا وقع
بتوفيق الله وحده وبفضل الله وحده، فينبغي أن نربط قلوبنا بربنا جل وعلا
وأن نتخلص من مشاعر العجب والكبر والاستعلاء والغرور وأن نعلم أننا من أضعف
مخلوقات الله في كونه وأنه لا قيمة لنا ولا كرامة إلا بتوحيد الله جل وعلا
وإلا بالإيمان به سبحانه وتعالى.
لابد من ربط القلوب الآن بعلام الغيوب، فالإيمان هو القضية الأولى.
تلك القضية التي من أجلها خلق الله الكون وأنزل الكتب وبعث جميع الأنبياء والرسل، فلابد من تجديده الآن في القلوب.
فالإيمان أيها الأفاضل ليس مجرد كلمة ترددها الألسنة فحسب ولكنه قول
باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالجوارح والأركان يزيد بالطاعات وينقص
بالمعاصي والزلات.
ترجم الإمام البخاري في كتاب الإيمان باب بعنوان (الإيمان قول وعمل يزيد وينقص).
وقال الإمام البخاري لقيت ألف رجل من علماء الأنصار كلهم متفقون على أن الإيمان قول وعمل يزيد وينقص.
ـ يزيد الإيمان بالطاعة ـ وينقص الإيمان بالمعصية.
وأنا لا أريد أن أطيل النفس في كل محور، لكن أؤكد أن القضية الأولى
والأولوية الأولى التي من أجلها خلق الله الكون كله وخلق الجنة والنار
وأنزل الكتب والصحف وأرسل جميع الأنبياء والرسل هي قضية إيمان.
ولا أبالغ إن قلت لحضراتكم إن القرآن كله من أول سورة الفاتحة إلى سورة
الناس في قضية الإيمان بالله جل وعلا؛ لأنه حديث مباشر من الله سبحانه عن
أسماء جلاله وعن صفات كماله وعن ذاته، وإما حديث عن أوامره ونواهيه وحدوده
جل وعلا وإما حديث عن أهل الإيمان وعما أعد لهم في الدنيا والأخرة، وإما
حديث عن أهل الكفر الذين أعرضوا عن قضية الإيمان وعما أعد الله لهم في
الدنيا والأخرة فالقرآن كله بلا مبالغة في قضية الإيمان.
ينبغي أن نجدد الإيمان في قلوبنا بربنا لأنه لا يمكن على الإطلاق أن نتحرك
لبناء أوطاننا إلا إذا بنينا الإيمان ابتداءً في قلوبنا (إِنَّ الَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ
نُزُلاً ) 107الكهف.
المصدر
الوفد